أهمية الابل والفلسفة الشرعية والعلاجية لألبان الإبل وأبوالها

Document Type : Research article

Author

کلية علوم وتکنولوجيا الانتاج الحيوانى – جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا

Abstract

This study was conducted to determine the religious and therapeutical aspects of camel milk. The information was collected from references, textbook and websites. Regarding religious, the verses in the holly Guaran and Hadeith en countered the benefit of camel milk, beside its used as treated many diseases.                                                                

Keywords


أهمية الابل والفلسفة الشرعية والعلاجية لألبان الإبل وأبوالها

 

مناهل التجاني حسن عکاشة

کلية علوم وتکنولوجيا الانتاج الحيوانى – جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا

 

E.mail:ManahilEltigani@hotmail.com  

 

 

ABSTRACT                                                       

 

 

 

This study was conducted to determine the religious and therapeutical aspects of camel milk. The information was collected from references, textbook and websites. Regarding religious, the verses in the holly Guaran and Hadeith en countered the benefit of camel milk, beside its used as treated many diseases.                                                                

 

 

Received at: 19/5/2014

 

Accepted: 2/8/2014

 

الکلمات المفتاحية: التداوي – البهائم – الفقه الاسلامية - المعمرون

 

 

أهمية الابل والفلسفة الشرعية والعلاجية لألبان الإبل وأبوالها

 

مناهل التجاني حسن عکاشة

 

E.mail:ManahilEltigani@hotmail.com  

 

اجريت الدراسة لمعرفة اهمية الابل وکذلک الجوانب الشرعية والعلاجية لألبان الابل وأبوالها ، تم جمع المعلومات من الکتب والمراجع والانترنت واظهرت نتائج الدراسة ان الشريعة اهتمت اهتمام واضح لأهمية الابل وجاء ذلک في القرآن والسنة النبوية واجتهادات الفقهاء وايضاً من الناحية العلاجية اوضحت الدراسة ان البان الابل دخلت في العديد من علاج الامراض.

 

INTRODUCTTION

المقدمــة

 

حليب الابل غذاء رئيسي للبدو قاطني المناطق الصحراوية حيث لايستطيع اي حيوان آخر إنتاج مثله تحت الظروف البيئية القاسية ويبلغ متوسط طول موسم الحليب حوالي 12 شهراً وقد يمتد ليصل الي 18 شهراً في حالة عدم حدوث الحمل ، الحليب لايخزن في الضرع إلا بکميات بسيطة وضرع الناقة يتکون من أربعة أرباع لکل منها حلمة منفصلة ومن سلوک الابل عدم ادرار اللبن الا في وجود الرضيع فقط الذي يقوم بعملية التحنين وهذا يؤکد ان الابل ليس کغيرها من الحيوانات التي يمکنها ان تنتج الحليب حتى في حالة غياب مواليدها ويعزى ذلک الي الاسباب الاتية.

 

1 - عدم تعود الحيوانات على الحلب في غياب المولود

2 - حيوان الابل حساس وعاطفي جداً حيث لاتنسى الام وليدها بسرعة بل تستمر تتفقد اثاره لفترة طويلة وهذا يسهم في عدم افراز اللبن في غياب المولود.

3 - قد يحتاج الحيوان الى فترة اطول من غيره من الحيوانات لترويضه على الحلب ، فالرضاعة بواسطة المولود تزيد من انتاج اللبن (1)

 

الجدول 1: يوضح ترکيب لبن الابل ولبن الابقار.

 

نوع اللبن

الماء

بروتين

الدهن

لآکتوز

معادن

لبن الابقار

87.3

3.5

3.8

4.8

0.56

لبن الإبل

87.9

3.4

3.8

3.9

0.76

 

  قنديل 2003 ض37 (1)

 

ولهذه الاهمية ليس غريباً ان يکون لألبان الابل أثر بارز في معالجة بعض الامراض والحد من خطورتها ومضاعفاتها لما يتمتع به من خصائص فريدة ومغذيات عديدة ولقد اهتمت الشريعة الاسلامية بالابل والبانها وأبوالها لهذا يهدف البحث علي :-

- التعرف على الجوانب الشرعية واستخدام لألبان الابل وأبوالها.

- الترغيب في زيادة انتاج واستهلاک لبن الابل وبوله.

- التعرف على الخصائص العلاجية والفوائد الصحية لالبان الابل وأبوالها.

 

الاهمية الانتاجية للإبل:

تستطيع الابل ان تنافس غيرها من انواع  حيوانات المزرعة الاخرى في کل المزايا الاقتصادية مثل انتاج اللبن – اللحم العربي وقد ظهرت دراسة المرکز العربي للمناطق الجافة والارض العاملة اکساد ( 1989) عن الابل في الوطن العربي ان الاهمية النسبية للابل تمثل 15% من مجموع الوحدات الحيوانية اذ انها تساهم ل9% من انتاج اللحوم 24% من انتاج اللبن 8% من انتاج الصوف (الوبر) و9% من انتاج الجلود وقد قدر ان انتاج الابل السنوي من اللبن في الوطن العربي بحوالي 289.2 الف طن و2.3 طن من اللحم . وتمتاز الابل بالقدرة على الجوع والعطش اکثر من اي حيوان زراعي آخر کما ان لها القدرة على الرعي في الظروف البيئية الجافة وتتفوق في انتاج اللبن واللحم خصوصاً في المناطق الصحراوية اکثر من أي حيوان آخر(3).

 

الابل في السودان :-

يتصف اللوان الابل السودانية باللونين الابيض والاحمر وتنحصر منطقة تربية الابل اواسط وشمال السودان وتمر عبر البلاد من الغرب الى الشرق وعلى ساحل البحر الاحمر وتکون في حرکة ترحال دائم منتشرة في هذه المناطق حسب المواسم وحالة المرعى.

 

ويعتبر السودان القطر الثاني في العالم بعد الصومال بالنسبة لتعداد الابل اذ يبلغ تعدادها حوالي  4.0 مليون رأساً حسب تقرير وزارة الثروة الحيوانية 2007م وقد دونتها منظمة الاغذية والزراعة العالمية بحوال 2.9حسب تقديرها في عام (1988) وقد يرجع عدم الدقة في ذلک للحرکة المستمرة لهذه الثروة  خلال موسم المرعى ومناطق التواجد اضافة للتقنيات التي استعملت في تعداد هذه الحيوانات وذلک مثل التصوير الحيوي (3).

 

انواع الابل السودانية:- يمکن تقسيم الابل في السودان الي ثلاثة مجموعات وذلک حسب الاهمية الاقتصادية والاجتماعية والغرض الذي ترتب من اجله اضافة الي ذلک فأن البيئة تلعب دوراً مهماً في تحديد نوع السلالات الموجودة في کل منطقة ومايتناسب مع طبيعة العيش في تلک المناطق عموماً يمکن ان يتم تقسيم الابل في السودان حسب التقسيم العالمي المعروف وذلک حسب نوع العمل وذلک مثل ابل الرکوب وابل الحمل کما يمکن تقسيمها حسب القبائل التي تقوم بتربيتها مثل الکباشي – الرشايدة  - ابل الرکوب  العناق او الاناف البشاري.

 

مميزات الابل:- لقد ذکر في کثير من الدراسات ان الابل  تشکل مصدر مهم لانتاج اللبن في المناطق القاحلة التي لاتصلح لأي نوع من الانتاج الحيواني کما انها مصدر مهم لانتاج اللحم للاستهلاک المحلي والتصدير. وأن معدلات الولادات للإبل السودانية تصل الي 55% وتلد الانثى کل عامين في المراعي الطبيعية ، کما ان فترة رضاعتها 11-12 شهراً ويفطم المولود مباشرة بعد تلقيح الام (3).

 

مزايا وفوائد تربية الابل:

1-   الابل حيوان مستأنس ومتأقلم مع الحياة الصحراوية لذا تستطيع العيش في الدول العربية وان اغلب اراضي هذه الدول صحراوية اي ان تربيتها في هذه المناطق ذات نتائج ايجابية.

2-   الايادي العاملة المحلية متوافرة ورخيصة ومدربة وذات کفاءة عالية في تربية الابل.

3-   تتغذى الابل على النباتات الصحراوية وتستطيع تحمل العطش لفترات طويلة لذا کلفة تغذيتها منخفضة.

4-   ان الابل ثروة قومية ولها امتداداتها الدينية والتاريخية عند العرب المسلمين التي تتمثل في دفع الدية والاضحية وفي اکمال مناسک الحج.

5-   ان الامراض التي تصيب الابل قليلة ومحدودة ويمکن السيطرة عليها مثل الجرب والجدري والسرا لذا کلفة الخدمات البيطرية قليلة. (2)

 

اسباب انخفاض اعداد الابل:

ومن الامور التي يجب ذکرها هو انخفاض اعداد الابل بشکل ملحوظ في عدد من دول العالم ويمکن تلخيص الاسباب على النحو التالي:

1 - الحروب

2- اکتشاف النفط سبباً رئيسياً في اغواء مربي الابل على هجر جمالهم وصحاريهم والرکوب الى هذه الثروة الجديدة داخل المدن

3- العادات والتقاليد التي تأثرت بها نظم تربية ورعاية الابل التي يتبعها معظم مربي الابل.

4- النظرة التقليدية لتربية الماشية وبالاخص الابل على انها ذات قيمة اجتماعية بالدرجة الاولى وليست اقتصادية.

5- انتشار الامراض وارتفاع نسبة الهلاک وقلة الادوية المستعملة وضعف الخدمات البيطرية المقدمة لمربي الابل کماً ونوعاً.

6 - عمليات تصدير الابل للخارج مصحوبة بالذبح المکثف لإناث الابل وعدم وجود قوانين تنظم عملية الصادر.

7 - ضعف التراکيب الوراثية لمعظم قطاعات الابل وعدم وجود اختيار على اساس الانتاج وانخفاض معدلات الولادة ، ومعدل الاستبدال ومعدل النمو ، اضافة الي انخفاض مؤشرات التلقيح الجنسي وصفات الخصوبة.

8 - التحسين الوراثي وانشاء محطات لتربية الابقار مما شجع مربي الابل على زيادة الربح  وخصوصاُ النوق وبذلک انخفضت اعداد الابل.

9 - التطور الصناعي الهائل في تصنيع السيارات والناقلات مما سبب في تقليل اهمية الابل لامور النقل والتجارة ,فلقد کان للإبل قيمة اقتصادية کبرى عندما کانت التجارة البرية تنقل على ظهور الابل (2).

 

مقترحات لتطوير تربية الابل وزيادة اعدادها:-

1 - انشاء محطات کبيرة لتربية الابل للاستفادة من لحومها وألبانها حيث توفر الابل سنوياً حوالي 321 الف طن من اللبن الطازج.

2 - اجراء مسح شامل لسلالات الابل وتقسيمها الي سلالات لإنتاج الحليب واخرى  لإنتاج اللحم وسلالات ثنائية الغرض وادخال طرق تحسين وراثي حديثة.

3 - تعويد الناس على شرب لبن النوق واکل لحوم  الابل من خلال برامج ارشادية موجهة بحيث يبدأ عامة الناس على تقبل هذه المنتجات بشکل طبيعي.

4 - منع ذبح النوق إلا في حالات الضرورات القصوى ( کالعقم ، الهرم والامراض التي يصعب علاجها)

5 - السيطرة على الامراض المعدية الخطرة ووضع برامج تحصينية ضد الامراض المختلفة التي تصيب الابل.

6 - توثيق واعتماد الاعراف والنظم المتبعة عند البدو في ادارة شئونهم وحل النزاعات بينهم.

7 - انشاء مراکز بحثية متخصصة بالابل(2)

  

 

الابل وانتاج اللبن:-

 تشير الابحاث الى ان لبن الابل لايقل في جودته عن لبن الابقار وقد يتفوق في الترکيب الکيميائي على کثير من لبن بقية الحيوانات الاخرى کما يبين الجدول. (2).

 

يبين ترکيزنسب الفايتامينات في لبن الابل ومقارنتها مع لبن البقر:

 

نوع اللبن

فايتامين ج

أ

ب1

ب2

ب7

سرسوب

2.56

2.56

0.22

0.12

0.90

ابل شوئل

3.08

0.90

0.28

0.56

13.96

ابل خلفات

28.64

0.75

0.59

0.56

9.64

الابقار

20.00

2.80

0.40

1.70

1.00

 

المصدر: عبدالعزيز: رعاية وانتاج حيوانات اللبن – الطبعة الاولي 2009

وقد دلت کثير من الدراسات على وجود نسبة من فيتامين ج کأحد الفيتامينات الموجودة في لبن الابل وهذه ميزة بتفرد بها لبن الابل دون غيرها من الحيوانات المزرعية کما ان انتاجها يفوق انتاج بقية الحيوانات الموجودة في الصحراء والمناطق الحارة( 1996(Forah.

 

اذ انها تستطيع انتاج کميات من اللبن تتراوح مابين 4-8 لتر يومياً وقد يصل انتاجها الى متوسط 13لتر من اللبن اذا توفرت الظروف الغذائية الجيدة ولقد ثبت ان الابل قادرة على انتاج کميات کبيرة من اللبن في ظل الرعاية المکثفة والادارة الصحيحة.

 

يتراوح طول موسم الحليب في انثى الابل (الناقة) مابين 10-18شهر وبمتوسط يومي يقدر مابين 8-10لتر, و قد اوردت بعض الدراسات في باکستان بأن الانتاج للبن يمکن ان يزيد عن ذلک المتوسط تحت الظروف الغذائية والرعاية الصحية الجيدة اذا تم حلبها مرتين او ثلاثة مرات في اليوم وفي بعض الدراسات التي تمت في روسيا ذکر ان الابل ذات السنام الواحد تعطي لبناً اکثر من الابل ذات السنامين .(3)

 

لبن الابل وفوائده:- لبن الابل سائل ابيض بشکل عام ، ويميل لونه الى الاصفرار قليلاً عند تناول اعلاف خضراء بکميات کبيرة وطعمه بين الملوحة والحلاوة ، وللعطش والعلف تأثير على الطعم فتغذية الابل على الذرة والبرسيم تجعل طعم الحليب حلو المذاق ، اما التغذية على النباتات المالحة مثل الرغل تجعل طعم اللبن مالحاً نسبياً , اما عندما ترعي الابل النباتات العطرية فإن اللبن يصبح لذيذ الطعم شهياً ، ولبن الابل الطازج النظيف ليس له رائحة مميزة ولکن النباتات الغازية تعطي له رائحتها اذا تغذت عليها.(4)

 

-        يتکون حليب الابل من الماء والدهن والبروتين وسکر اللاکتوز بصورة رئيسية کما يحتوى على مکونات ثانوية اخرى کالمعادن والعناصر النادرة والقيتامينات وحليب الابل متجانس اي کل جزء من اجزاء  الحليب في الاعلى او في الاسفل او في الوسط يحتوي على المکونات نفسها وبنفس النسب تقريباً ولذلک فهي اکثر فائدة للانسان من انواع الحليب الاخرى.

-        حليب الابل لايتعرض للتلف والفساد بسرعة کغيره من انواع الحليب الاخرى لذلک يحفظ دون تبريد لفترة اطول وذلک بسبب زيادة نسبة الحموضة فيه والتي لاتساعد البکتيريا على النمو والتکاثر فيه بسرعة (4)

-        يعتبر حليب الابل غذاءً کاملاً للانسان لما يحويه من مواد غذائية وهو غذا مفيد للکبار والصغار على حد سواء يساعد على نمو الاطفال وعلى الاخص في نمو العظام.

-        يفضل تناول لبن الابل طازجاً والانسان الذي يعتاد على شرب لبن الابل لايشعر بأي اضطراب في الجهاز الهضمي ولايصاب بالغازات الهضمية ( اما الانسان الذي يشرب لبن الابل لأول مرة في حياته فإنه يشعر بوجود عازات في جهازه الهضمي وقد يصاب بالاسهال والمغص ولکن ذلک کله بشکل مؤقت.(4)

 

العوامل المؤثرة على انتاج البان الابل:

انتاج اللبن من الابل يعد من اهم فوائدها الاقتصادية ويؤثر على انتاج اللبن عدة عوامل تحدد کميته ونوعيته وتشمل :-

أ- عوامل وراثية                            ب- عوامل بيئية

 

أ- العوامل الوراثية Genetic Factors

من المعروف ان اي صفة تحکمها عوامل وراثية وعوامل بيئية ، والنسبة بينهما تسمى المکافئ الوراثي والصفات التناسلية ومنها صفة انتاج اللبن من الصفات منخفضة المکافئ الوراثي ، أي ان البيئة تؤثر عليها بشدة، وذلک على عکس صفات اخرى مثل الصفات الهيکلية وانتاج اللحم ذات المکافئ الوارثي العالي والعوامل الوراثية تشمل نوع الابل حيث تختلف الابل ذات السنام الواحد عن الابل ذات السنامين في انتاج اللبن , فنجد ان الابل ذات السنام الواحد تتفوق بعدد کبير يصل الي اربعة اضعاف انتاج الابل ذات السنامين.(5)

 

ب- العوامل البيئية Environmental Factors

العوامل البيئية المؤثرة على انتاج اللبن مثل الاتي

التغذية– الوزن –درجة الحرارة والرطوبة – العمر – مرحلة الحليب – الفترة بين حلبتين – الشبق والحمل –الفترة بين ولاديتن – العمر عند اول ولادة – الحرکة والعمل – الامراض وغيرهم

 

1- التغذية: توثر بشدة على انتاج اللبن في الابل لان الابل حيوانات غالباً تعيش في الصحراء التي تمر بطقس مختلف على مدار العام وتتنوع التغذية في الشتاء وتفتقر بشدة صيفاً ومع ان الابل حيوانات تتحمل الظروف البيئية الا ان الانتاج يتأثر بشکل ملحوظ حيث نجد ان انتاج اللبن يزيد مع التغذية الجيدة في فصل الشتاء وينخفض في فصل الصيف.

 

2- الوزن: يؤثر وزن جسم الناقة على انتاج اللبن بحيث نجد ان الانخفاض أو الزيادة في الوزن يؤثران على الانتاج اللبن سلباً. وعموماً يمکن ربط هذا العامل مع التغذية لان الوزن الزائد او الناقص يرتبط بالتغذية.

 

3- درجة الحرارة والرطوبة:

نجد ان الابل لها القدرة على التأقلم مع الظروف الصحراوية ولکن اذا زاد الارتفاع في درجة الحرارة او الانخفاض فيها او الانخفاض في الرطوبة عن الحد الذي تتحمله الابل فإن ذلک يؤثر سلباً على الابل في انتاج اللبن وذلک من خلال تأثير درجة الحرارة والرطوبة على النباتات الصحراوية المتاحة لتغذية الابل.

 

4- العمر: يختلف انتاج اللبن على مدار حياة الحيوان الانتاجية التي تصل  الى25 سنة تقريباً وبتبع هذا الاختلاف مع منحنى طبيعي ، بحيث يزيد زيادة متزايدة مع تقدم الحيوان في العمر حتى يصل الى اعلى انتاج له ويظل کذلک لفترة بعدها يبدأ في الانخفاض المتزايد حتى لايقدر الحيوان على الانتاج.

 

5- الحرکة والعمل: للحرکة والعمل تأثيراً کبير على انتاج اللبن ففي حالة العمل الخفيف او الحرکة البسيطة يزيد انتاج اللبن ، لتنشيط الحرکة للدورة الدموية اما في حالة الاعمال الشاقة او حالة الوقوف المستمر ينخفض انتاج اللبن لإنخفاض المرکبات الغذائية المتجهه لإنتاج اللبن او الخمول او انخفاض الدورة الدموية. لهذا فإن رعاة الابل في الصحراء لايحتاجون عادة الي شرب الماء اذا توفر لديهم حليب الابل ، وفي نفس الوقت تبق حيويتهم عالية وعضلاتهم قوية ونشاطهم ملحوظ في جميع تصرفاتهم (5).

 

الخصائص العامة للابل المنتجة للبن:

 تمتاز الابل المنتجة للبن بطول ارجلها وکبر بطنها ومزاجها العصبي الهادي وان ابل اللبن تمتاز بضرع کبير متدل اسفل البطن وتظهر عليه الاوردة اللبنية بشکل واضح ولکن ليس بالمقارنة مع حجم ومظهر ضرع ابقار اللبن ولاتختلف في ترکيبه التشريحى والفسيلوجى عن العديد من الحيوانات المزرعية الاخرى عدا انه صغير الحجم ويقع فى مؤخره البطن کما ان الضرع مثل الابقار يکون من اربعة ارباع متساوية منفصله عن  بعضها البعض ويفصل بين نصفي الضرع حاجز طولى وتکون الحلمات الخلفية فيه اکثر تدليا من الحلمات الاماميه وذلک يساعد الصغار عند الرضاعه (3).

 

الخصائص الکيميائية للبن الابل: يعرف عن اللبن في کل الحيوانات المزرعية بأنه من اکثر المنتجات التي تتأثر بالغذاء ونوع المرعى ومن هذا المنطلق فقد تميز لبن الابل عن غيره من البان الحيوانات المزرعية بطعمه السکري الحادق وفي کثير من الالبان بطعمه المائل للملوحة الناتج من نوع المرعى ومياه الشرب مما يجعله ليس مستساغاً عند کثير من الناس کما انه يتميز بوجود کمية عالية من الاحماض الدهنية الذائبة ونسبة من فيتامين ج لاتوجد في کثير من لبن بقية الحيوانات وقد يساعد ذلک في  قلة عدم سرعة فساده مما يؤهله لاستهلاک وهو طازج من غير غلي وهذا ما جعله مستساغاً عند البدو وينصح به مربو الابل معللين فوائده الصحية .کما يمتاز لبن الابل عن بقية الحيوانات بوجود کميات کبيرة من الاملاح مثل الکالسيوم (ca).

 

فيتامين ج کما يتميز دهن لبن الابل باللون الابيض والنحاسي لصغر حجم جبيباته. مما يصعب تکثيف القشطة على سطحة ويساعد ذلک في تصنيع منتجاته ، کما أنه يحتوي على نسبة عالية من الجلسريدات عالية الانصهار مما يجعله في حالة سائلة . وقد تساعد هذه السيولة في عملية حفظه لعدة ايام من غير ان يتخثر.

 

کما يحتوي لبن الابل على بعض المواد التي تعطل النشاط البکتيري لتخمير سکر اللبن واکثر ما يميز لبن الابل هو التباين في نسبة الماء فيه ودرجة الحموضة وقد يعزي ذلک للاختلافات الناتجة عن درجة الحرارة والبيئة المحيطة بة (3).

 

الخصائص العلاجية للبن الابل:

للبن الابل خصائص علاجية کثيرة فقد تستخدمها کثير من الشعوب في علاج العديد من الامراض کمرض السکر والتهاب الصدر وامراض المعدة الکثيرة وقد يعود ذلک الى الترکيب الکيمايئي للبن الابل الناتج من تغذيتها على کثير من النباتات والمرعى الصحراوية والشجيرات التي لاتستطيع بقية الحيوانات الاخرى التغذية عليها، وقد اکدت ذلک بعض الدراسات التي اجراها علماء من روسيا بأنه قد تبين بأن لبن الابل له الخواص العلاجية لمرض القرحة المعوية ومرض السل وسرطان المعدة، وقد يعزى الخصائص لاجسام المضادة (Antibodies) في الابل والتي توصف بأنها ذات وزن جزئي صغير يمکنها من ان تدخل الي الخلايا السرطانية فتوقف تکاثرها وتحد من نشاطها (مداولات المؤتمر الثاني للجمعية الدولية للبحث في مجال الابل 2009) کما يحتوي بروتين لبن الابل على جميع الاحماض الامينية الضرورية في التغذية وتتواجد به سلاسل تشابه في ترکيبها هرمون الانسولين مما يعتقد بأنه مفيد في الوقاية والعلاج من مرض السکر وهذا ما يؤمن به مربو الابل في کثير من بلاد العالم مما يشجع تداوله وتسويقه لهذه الميزات العلاجية هذا بالاضافة الي مايشاع عن الميزات العلاجية الاخرى التي استمدتها الابل ايضاً من طبيعتها الرعوية ونمط غذائها مشابهاً بذلک النمط الغذائي للنحل الذي استمد جودة انتاجه من انواع العسل المختلفة وخواصه العلاجية من الطبيعة التي يعيش فيها ويتغذي على مواردها.

 

عموماً فإن حليب الابل لايختلف کثيراً في مکوناته عن حليب الضأن والماغز وکذلک حليب الام في بعض مکوناته وهذ مايؤکد هذا الحليب في تغذية الانسان وقد انعکس اثار ذلک في رعاه الابل الذين يعيشون على حليب النوق ومايتمتعون به من صحة جيدة ونشاط کبير(3).

 

 

الجدول يوضح ترکيب الاملاح في لبن البقر والماعز ومقارنتها بحليب الابل.

 

العنصر

حليب البقر

حليب الماعز

حليب الابل

الهات

خلفات

الکالسيوم

0.11%

0.12%

0.032

0.032

الفسفور

0.10%

0.59%

0.51

0.58

البوتاسيوم

0.14%

0.21%

0.046

0.60

الماغنيزيوم

0.06%

0.02

0.03

0.03

الصوديوم

0.06%

0.04

0.23

0.30

الکلورين

0.01

0.26

-

-

الکبريت

0.01

-

19جذء

0.40جزء في المليون

الحديد

3.0 جزء في المليون

-

-

-

الزنک

3.0 جزء في المليون

-

-

-

النحاس

3.0جزء في المليون

-

-

-

 

      المصدر :- عبدالعزيز مکاوي (2009)

 

خصائص علمية في لبن الابل:

ان لبن الابل له ميزات عجيبة لاتوجد في انواع الحليب الاخرى وأهم هذه الميزات مايلي:

 

أ- القدرة على تغير نسبة الماء فيه:

تتراوح نسبة الماء في لبن الابل في الحالة الطبيعية بين84-87% والامر العجيب هو أن نسبة الماء هذه تزداد وتنقص کلما تغيرت درجة حرارة الجو ، فقد تصل نسبة الماء الي 90% في البن عندما تتعرض الابل للعطش الشديد والى الحرارة العالية، وهذا السر العجيب الذي تميزت به الابل جعلها في المرتبة الاولى من بين جميع انواع الحيوانات بالنسبة للانسان الذي يعيش في الصحراء ، حيث ان الانسان في الصحراء يحتاج الي الماء اکثر من احتياجه للطعام في الجو الحار، ولهذا فإن تناول لبن الابل في تلک الساعات الحرجة يروي ظمأ الانسان ويروي ظمأ المواليد الصغيرة التي ترضع ذلک اللبن ، لأن نسبة الماء فيه عالية ، وهذه الميزة الغريبة والعجيبة لاتوجد إلا عند الابل.

 

ب- القدرة على تغير نسبة الدهون: تتراوح نسبة الدهن في لبن الابل في الحالة الطبيعية بين 4,2- 4‘4% والعجب کل العجب هو أن نسبة الدهن هذه تنقص کلما ارتفعت درجة حرارة الجو وقد تصل في الانخفاص الى 1,1% أي أن انخفاض نسبة الدهن في لبن الابل تتناسب عکساً مع ارتفاع درجة الحرارة في الصحرا (4).

 

ومعروف من الناحية العلمية ان الدهن يعطي طاقة حرارية عالية تقدر بحوالي 9 درجات لکل غرام واحد من الدهن  وان نقص نسبة الدهن في لبن الابل عند ارتفاع حرارة الجو له فائدة کبيرة جداً بالنسبة للانسان وللمواليد الرضيعة ايضاً وخاصة في الساعات التي تزداد فيها  درجة حرارة الجو کثيراً ، حيث يکون لبن الابل منعشاً ومرطباً ومغذياً ومانعاً للظمأ وذلک لنقص نسبة الدهن فيه، أي لايعطي طاقة حرارية عالية للمستهلک.

 

ولهذا فأن الانسان الذي يشرب لبن الابل في اوقات الحر يشعر بالنشاط والحيوية ، لم لا ونسبة الماء فيه تکون عالية ، ونسبة الدهن فيه تکون منخفضة.

 

ج- ميزة التجانس في لبن الابل:

يتميز لبن الابل عن غيره من انواع الحليب المختلفة بالتجانس اي ان نسبة  مکونات البن وخاصة البروتين والدهن موزعة بشکل متجانس في کل اجزاء البن فالبن في اسفل الاناء کالبن الذي في اعلى الاناء والسبب في هذا هو ارتباط کرات الدهن مع کرات البروتين بشحنة کهربائية مغنناطيسية ، بحيث تبقى تلک الکرات (الحبيبات) متماسکة داخل اللبن.(4)

 

لهذه فان استهلاک البن الابل اکثر فائدة للانسان في جميع الاوقات لأن کل جزء فيه غني بذرات البروتين وذرات الدهن لان الشحنة الکهربائية تمنع او تعرقل انفصال کرات الدهن عن کرات البروتين بسهولة.

 

د- حجم کرة الدهن في لبن الابل :

أن حجم کرة الدهن في البن الابل اصغر من حجم کرة الدهن في جميع انواع البن الاخرى کما ان الغشاء الذي يحيط کرة الدهن في البان الابل اسمک من الغشاء الذي يحيط کرة الدهن في انواع اللبن الاخرى ولهذا فإن تصنيع لبن الابل يحتاج الى تقنية خاصة.

 

هـ- المواد الحافظة في لبن الابل:

يتميز لبن الابل بوجود مواد حافظة تحفظه من التلف لفترة اطول دون تبريد ، حيث تعمل تلک المواد الحافظة  على توفيق نشاط البکتريا المسؤولة عن تخمير سکر الآکتوز ولهذا السبب فإن لبن الابل يبقي لفترة اطول دون ان يحث فيه تخثر او حموضة زائدة تؤثر على طعمه وهذه الخاصية تساعد على امکانية تسويق حليب الابل وتوزيعه للاستهلاک طازجاً اضافة الى انه غير قابل للتغيير الى الطور السام اثناء التخمير وهذه الميزة لاتوجد في انواع اللبن الاخرى (4).

الأمراض التي تؤثر على انتاج اللبن:

 

الأمراض: تؤثر الامراض بصفة عامة وامراض الضرع والجهاز التناسلي بصفة خاصة تأثيراً سلبياً حيث تؤدي الى انخفاض انتاج اللبن، ويکون التأثير من خلال جعل الحيوان منهک القوى لايقدر على انتاج اللبن کما في الامراض العامة او من خلال التأثير المباشر على الغدد اللبنية التي تعد مصنعاً لإنتاج اللبن مثلاً مرض التهاب الضرع. (الخسائر الاقتصادية الناجمة من حالالت التهاب الضرع)(2).

 

العوامل التي تؤثر على انتاج اللبن وترکيبه:

هناک العديد من العوامل التي يمکن ان يکون لها تأثر واضج على انتاج اللبن وترکيبه ويمکن تقسيم هذه العوامل الى عوامل وراثية وعوامل فسيولوجية وعوامل غذائية فمکونات البن تتأثر بنوع المواد العلفية وصنف الابل وفترة الرضاعة، ودرجة الجفاف.(2)

 

الخسائر الاقتصادية الناجمة من حالات التهاب الضرع:

يسبب التهاب الضرع خسائر اقتصادية نتيجة:

1-    هلاک النوق: Mortality and Culling

2-    انخفاض في انتاج اللبن (Decrease milk yield)

ينخفض انتاج اللبن في النوق التي تعانى من التهاب الضرع سواء کان حاداً او تحت الحاد او المزمن کما ان نوعية البن تکون غير مستساغة حيث يحدث تغيير في طعمه وصفاته مما يجعله غير صالح للاستهلاک البشري او لصناعات منتجات البن لذا فإن الخسائر الاقتصادية تنتج من عدم امکانية استخدام البن نوق تعانى من حالات التهاب الضرع.

3-    کلفة العلاج العالية عند استخدام مضادات حيوية او کلفة الفحص المخبري لعرض العزل الجرثومي.

4-    هزال الحيوان المصاب ، فالنوق التي تعاني من التهاب الضرع يصيبها الهزال بسبب قلة التهيئه وعدم تناول الکمية الکافية من المواد العلفية الضرورية (2).

 

تفوق لبن الابل على باقي الالبان:

فضلاً عن القيمة الغذائية العالية للبن الابل حيث يحتوي على مجموعة من الاغذية الاساسية والضرورية لصحتنا فإن ألبان الابل في مامن من الامراض التي تصيب البقر والاغنام والتي على رأسها مرض جنون البقر الذي اثار الزعر في بعض الدول الاوروبية والولايات المتحدة مما دعا بعض الحکومات الرقابة على اللحوم والالبان ومنع دخول بعض الابقار من دول معينة الي اراضيها. لهذا دعت الضرورة لتکثيف الدراسات حول البان الابل لزيادة الاعتماد على تناولها والاستفادة بقيمتها الغذائية بإعتبارها من الحيوانات الحلوب الآمنة التي حفها الله تعالى من أمراض خطيرة يمکن ان تنتقل للإنسان (6).

 

حيث نجد ان لبن الابل اکثر مقاومة للفساد والتلوث عن باقي الالبان ولکن يمکن ان يکون في صورته الطازجة مصدراً للعدوى ببعض انواع من الجراثيم لغيره من الالبان وخاصة بکتيريا البروسيلا (Brucella) والتي تصيب الانسان بمرض البروسيلا (brucellasis) الذى يعرف کذلک بالحمى المتموجة او الحمة المالطية (6).

                           

فهذه العدوى يمکن ان تنتقل للانسان بتناول البان ملونة او من خلال التعامل مع الجمال او الابقار ولذا فإن أکثر المعرضين للإصابة به هم الرعاه والجزارون.

 

ولذا يحظر تناول لبن الابل دون غلية أو بسترتة.

 

الجدير بالذکر ان تعقيم لبن الابل لايحتاج للتعريض لدرجات حرارة عالية او لفرط الغليان کما هو الحال مع لبن البقري (6).

 

المعمرون يشربون البان الابل وأبوالها: لبن وبول  الابل من اهم انواع الاغذية التي تحفظ للبدو صحتهم وحيويتهم. لذا فإنهم يعتزون به ويقدمونه على غيره من الاطعمة ويصفونه بأسماء وعبارات کثيرة مثل( المشبع المروي المقيت) اي انه يرويهم کالماء ويمدهم بالقوت الکافي. ويقولون ايضاً (لبن الابل يدخل ولايدخل عليه) أي أنه يغني عن غيره ولايغنى غيره عنه. وعلى الرغم من أن أهل البادية يفتقدون لأغلب الخضروات والفاکهه والتي تکون شبه معدومة في الصحراء القاحلة إلا ان هذا النقص الغذائي لايؤثر تأثيراً واضحاً على حالتهم الصحية لأن الابل يمد اجسامهم بأنواع مختلفة من الاملاح المعدنية والفيتامينات التي تتوفر في الخضروات والفاکهه ولعل في ذلک حکمة ربانية لتأمين حالتهم الصحية بما لديهم من اغذية متاحة (6).

 

التداوي بألبان وأبوال الإبل:

ليس غريباً ان يکون لألبان الابل وبولها دور بارز في معالجة بعض الأمراض والحد من خطورتها ومضاعفاتها لما يتمتع به من خصائص فريدة ومغذيات عديدة يرجع تاريخ المعالجة بلبن الابل کغذا اساسي لهم استخدموه کذلک کدواء (6) حيث کشفت الدراسات الحديثة عن صحة هذا الاتجاه فلبن الابل وابوالها يمکن بالفعل ان يکون غذاء ودواء ايضاً مساعد في الشفاء من کثير من المتاعب الصحية التي تقف امامها العقاقير الحديثة عاجزة عن ترويضها وکبح خطورتها مسببة للجسم في نفس الوقت اضراراً جانبية عديدة أما لبن الابل فهو دواء آمن تماماً (6).

 

حيث تم علاج 4 أشخاص مصابين بسرطان الدم قد يأسوا من علاجهم وفقدوا الأمل بالشفاء وحکم علي بعضهم بنهاية الموت لانه سرطان الدم، ولکن عناية الله وقدرته فوق تصور البشر وفوق کل شي فجاوا بهولاء النفر إلي بعض رعاة الإبل وخصصوا لهم مکان في خيام ومنعوهم من الطعام لمدة 40 يوماَ حيث کان طعامهم وعلاجهم حليب الإبل مع شئ من بولها خاصة الناقة البکر لانها أنفع وأسرع للعلاج وحليبها أقوي خاصة من رعت  من الحمض وغيره من النباتات البرية ، وقد شفوا تماماَ وأصبح أحدهم کأنه في قمة الشباب وذلک فضل الله.

 

يسمي بول الإبل عند أهل البادية (الوزر) ومراقبة إستخدامه بأن يوخذ مقدار فنجان قهوة أي مايعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة وويفضل أن يکون بکراَ وترعي في البر ثم يخلط مع کأس من حليب الناقة ويشرب علي الريق (9).

 

استخدم العرب أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البکر کمادة مطهرة لغسل الجروع والقروح و نمو الشعر وتقويته وتکاثره ومنع تساقطه ، وکذلک لمعالجة مرض القرع والقشرة (10).

 

حيث توصل أحد الباحثين علي أن بول الإبل يشفي طائفة من أمراض الجهاز الهضمي وعلي رأسها التهاب الکبد وحيث أکد هذا الباحث علي أن بول الجمل يحتوي علي ترکيز عالي من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والازومولارتي وکميات قليلة من حامض اليوريک والصوديوم والکراتين وأوضح أن ما دعاه تقصي خصائص البول البعيري العلاجية هو أنه راي أفراد قبيلته يشربون البول (بول الإبل) حينما يصابون باضطرابات هضمية (10).

 

کشف العالم حمداني أن إستخدام بول الإبل لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الکبد إثبتت نجاحها المرض و المصابين بتلک الأمراض . حيث بدأت التجربة بإعطاء کل مريض جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوط بلبنها حيث يکون مستساق وبعد 15 يوما من بداية التجربة کانت النتيجة مدهشة للغاية حيث انخفضت بطون جميع إفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي وشفوا تماما من الاستسقاء ( 11 )

 

أکد العالم حمداني أن بول الإبل يحتوي علي کمية کبيرة من البوتاسيوم ويحتوي ايضا علي زلال ومغنيسيوم إذ أن الإبل لاتشرب في فصل الصيف سوي أربعة مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم حيث أن الصوديوم يجعلها لاتدر البول کثيرا لانه يرجع الماء إلي  الجسم. (11)

 

وأکدت بعض الدراسات إدخال بول الإبل في صناعة أنواع ممتازة من شامبو الشعر وأن أفضل أنواع الإبل التي يمکن إستخدام بولها في العلاج هي الإبل البکرية. (11)

 

وأيضا البان الإبل قوة وخصائص مفيدة للصحة لدرجة أنه يطرد جميع أنواع الجراثيم من الجسم حيث تنطبق هذه الخصائص علي الإبل التي تأکل أنواعا معينة من الشجيرات والأعشاب وحيث تستخدم الشجيرات والأعشاب ذاتها في صنع بعض الأدوية و البان الناقة مزايا مهمة تؤهله لتغذية الإنسان وعلاج ومقاومة الأمراض التي تصيبه.

 

يعتقد الناس في أثيوبيا أن البن الناقة يعتبر مفيداَ في تقوية الناحية الجنسية. وفي الصومال تعتقد القبائل الرعوية أن اللبن الذي يشرب في الليلة التي تشرب فيها الإبل الماء لاول مره بعد فترة عطش طويله له قوي سحريه. وبالرغم من تلک الإعتقادات الخاطئة التي يعتقدها بعض الناس عن البان الناقة إلا أنه أکدت الدراسات الحديثة الأهمية الکبري في تغذية الإنسان وهذا أن دل علي شئ فإنما يدل علي لطف الله بعباده وقدرته الخارقة ، وأنه الخالق العظيم الذي أحسن خلق کل شئ في هذا الوجود وماعلينا نحن البشر إلا السجود له والإيمان به وعظمته وقدرته.

 

لبن الابل عند حکماء العرب:

عرف کثير من حکماء العرب فکرة التداوي بلبن الابل واسهبوا في ذکر منافعه وفوائده ومن انواع الامراض ذکر منها على سبيل المثال:

1-    البواسير واحتقان الکبد.

2-    لجمال البشرة وتأخر الحيض والربو.

3-    لادرار الصفراء وعلاج الاستسقاء. (6)

 

تتناول دراسة الدکتور محمد مراد الابل في مجال الطب والصحة حيث يشير الى انه في الماضى البعيد استخدام العرب لبن الابل في معالجة الکثير من الامراض ومنها اوجاع البطن وخاصة المعدة والامعاء ومرض الاستقاء وامراض الکبد  وخاصة اليرقان وتليف الکبد وامراض الربو وضيق التنفس ومرض السکري واستخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي حيث کان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج واضافة الي ان لبن الابل يساعد على تنمية العظام عند الاطفال ويقوي عضلة القلب بالذات ولذلک تصبح قامة الرجل ونکبيه عريض وجسمه قوي اذا شرب کميات کبيرة من البن في صغره. (7)

 

حيث ابرزت دراسة علمية اهمية البان الابل کبديل غذائي مهم عن الفواکهه الطازجة والخضروات الورقية ، نظراً لغنى البان الابل بالفيتامينات والمعادن اللازمة لسلامة صحة سکان البادية حيث اثبت العلماء أن البان الإبل تحتوي على  کمية فائقة من فيتامينات c وهو الامر الذي يجعل لألبان الابل اهمية عظيمة لسکان المناطق الصحراوية التي لاتوجد فيها الخضروات الورقية الطازجة والفواکهه حيث ان معدلات الفيتامينات والمعادن في البان الابل يزداد ترکيزها مع التقدم خلال موسم الحليب الذي يمتد الى 12 شهراً کاملاً متفوقاً بذلک على موسم الحليب في الابقار والجاموس والذي لايزيد عن 7 اشهر وفي الاغنام 3 اشهر فقط (7).

 

الابل في القرآن الکريم:

ذکر (الابل) في القرآن الکريم في موضعين کما ذکر (الناقة) في سبعة مواضع وجاء ذکر (البدن) في موضع واحد بالاضافة لذکرها مع الانعام والاشارة اليها باسماء مختلفة ويمکن ترتيب هذه المواضيع واسمائها على النحو التالي.

1-       قال تعالى:- (افلا تنظرون الى الابل کيف خلقت) الغاشية 17 

2-       قال تعالى :- ( والبدن جعلناها لکم من شعائر الله) الحج 36  

3-       قال تعالى:- (وعليها وعلى الفلک يحملون)  غافر 80  

4-       قال تعالى :- ( حتى يلج الجمل من سم الخياط) الاعراف 40   

5-       قال تعالى :- ( کأنه جمالت صُفر) المرسلات 33

6-       قال تعالى:- ( واذا العشار عطلت) التکوير 4 

7-       قال تعالى:- (اولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاماً فهم لها مالکون وذللناها لهم فمنها رکوبهم ومنها يأکلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشکرون) يس71  

 

الابل في الحديث النبوي الشريف:

1-    اوصى الرسول (ص) بالمحافظة على الابل فقال (الابل عز لإهلها) اخرجه ابن ماجة (23.5) وابو يعلي في مسنده (4،4161)

2-    وقال الرسول (ص) (حديث الفخر والخيلاء في اصحاب الابل اخرجه الامام مسلم کتاب الايمان باب تفاضل اهل الايمان فيه.

3-    ضرب الرسول (ص) بالابل المثل فقال(الناس کالابل المائة لاتجد فيها راحلة ) رواه البخاري باب الرفاق (18/130).

4-    ضرب الرسول (ص) برعاية الابل فقال في کل  ذات کجري اجر) اخرجه ابن ماجة کتاب الادب باب فضل صدقة الماء رقم الحديث 3686.

5-  في الاجر قوله (ص) من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الاولى فکأنما قرب بدنه(اخرجه البخاري).

6-  في البرکة قوله (ص) (اذا اشترى احدکم بعيراً فليأخذ بزروة سنامه وليدعُ بالبرکة.) اخرجه ابن ماجة في کتاب التجارات باب شراء الرقيق رقم 47.

7-  شبه الرسول (ص) القرآن فقال (انما مثل القرآن مثل الابل المعلقة ات تعاهدها صاحبها على علقلها امسکها وان اغفلها ذهب) رواه البخاري – باب استذکار القرآن 6/237

8-  وقد اوصى الرسول (ص) بالابل فقال ((اتقو الله في هذه البهائم المعجمة)) اخرجه ابن خزيمة في صحيحة رقم 2545.

9-  في الصلاة فقد اوصي الرسول (ص) بقوله (اذا سجد احدکم فلا يبرک کما يبرک الجمل)( اخرجه بلفظه الامام البيهقي في سننه کتاب الصلاة.

10-  في الموعظة اوصى الرسول (ص) فقال (المؤمن کالجمل الانف ان قيد انقاد وان استنيخ على صخرة استناخ) ورد الحديث في سنن ابن ماجة في المقدمة باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين رقم الحديث (40).

11-  وقد ورد في الحديث الشريف اهمية البان الابل لدواء بعض الامراض  فقد ورد ان اناساً اتو الرسول صلى الله عليه وسلم وکان بهم سقم فبعثهم لزود له يشربوا من البانها فصحوا ، ويقول العرب للبن الابل الدواء (8).

12-  عن أنس رضئ الله عنه أن ناساَ إجتهدوا في المدينة فأمرهم النبي صل الله عليه وسلم أن يلحقوا براعية يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعية فشربوا من البانها وابوالها حتي صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صل الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم . رواه البخاري. (9)

 

الابل في الفقه الاسلامي:

1-    الاضحية: يذبح الابل والبقر والغنم يوم النحر وايام التشريق تقرباً الى الله تعالى والاضحية شرعها الله احياءً لذکرى ابراهيم (عليه الصلاة والسلامة).

2-    اکل لحمها والاستفادة من اوبارها: يحل اکل لحوم الابل بالنص والاجماع کما يحل الانتفاع بأوبارها فإنه يستفاد منها في بعض الصناعات مثل بيوت الشعر والملابس والسجاد وغيرها.

3-    الدية: يقال ان اول من سن الدية هو عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وکان قد اقرها بمائة من الابل.

4- زکاة الابل: حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدار زکاة الابل فقال(في کل ابل سائمة في کل اربعين ابنه ليون لايفرق ابل عن حسابها من اعطاها مؤتجراً له اجرها ومن ابى فأنا اخزوها وشطر ابله غرمه من عزمات ربنا لايحل لآل محمد (ص) منها شئ (رواه احمد 5/4) .

5-    ضالة الابل: اتفق العلماء على ان ضالة الابل (ص15) تلتقط ففي البخاري ومسلم عن زيد بن خالد ان البني (ص) سُئل عن ضالة الابل فقال (مالک ولها دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأکل الشجر حتى يجدها ربها)

 

الخاتمة:

بعد عرض الجانب الشرعي والعلاجي لألبان الابل نتوصل الى نتائج هامة منها.

- يعد لبن الابل علاج لما يحمله من فيتامينات وغذاءه من اعشاب الصحراء.

- لألبان الابل دور واضح في معالجة بعض الامراض والحد من خطوراتها ومضاعفاتها لما يتمتع به من خصائص فريدة ومغذيات عديدة .

(افلا ينظرون الى الابل کيف خلقت) لقد اهتمت الشريعة بالابل ومنتجاته.

 

REFERENCES

المراجــع

 

قنديل، حمدي محمد (2003م ): الابل تربية وانتاج – مرکز بحوث الصحراء- مصر الادارة العامة للثقافة الزراعية -  مصر.

العاني ، فلاح خليل (2003م): موسوعة الابل -  دائرة المکتبة الوطنية العراق -  الطبعة الثانية -العراق

عبدالرحمن ،عبدالعزيز مکاوي (2009م.): رعاية وانتاج حيوانات اللبن – جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا – الطبعة الاولى – مطبعة جي تاون- الخرطوم.

الحموي محمد مصطفى مراد (2000): حقائق علمية مدهشة في الابل- المکتب الوطنية صنعاء- دار الشوکاني للطباعة- الجمهورية اليمنية – الطبعة الثانية. صنعاء.

حبر، أحمد عبدالرازق - أحمد فتحي نعيم (2005م): جامعة المنصورة – المکتبة العصرية لنشر - المنصورة - الطبعة الاولى- مصر.

الحسين ،ايمن (2006): معجزات الشفاء بالبان الابل- للطبع والنشر مکتبة الفرات- العراق.

http://www.alttihad.co.ae/24.7.2001-9275

http://www.tabiby.com/asp/tabeey.asp#

/http://magjdah.maktoob.com/vb/majdah10255

مقالة في جريدة الإتحاد العدد 9515 بتاريخ 24/07/2001م.

أحمد عبد الله أحمداني – جامعة الجزيرة – کلية المختبرات الطبية.

 

 

 

 

 

 

 

 

REFERENCES
المراجــع
 
قنديل، حمدي محمد (2003م ): الابل تربية وانتاج – مرکز بحوث الصحراء- مصر الادارة العامة للثقافة الزراعية -  مصر.
العاني ، فلاح خليل (2003م): موسوعة الابل -  دائرة المکتبة الوطنية العراق -  الطبعة الثانية -العراق
عبدالرحمن ،عبدالعزيز مکاوي (2009م.): رعاية وانتاج حيوانات اللبن – جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا – الطبعة الاولى – مطبعة جي تاون- الخرطوم.
الحموي محمد مصطفى مراد (2000): حقائق علمية مدهشة في الابل- المکتب الوطنية صنعاء- دار الشوکاني للطباعة- الجمهورية اليمنية – الطبعة الثانية. صنعاء.
حبر، أحمد عبدالرازق - أحمد فتحي نعيم (2005م): جامعة المنصورة – المکتبة العصرية لنشر - المنصورة - الطبعة الاولى- مصر.
الحسين ،ايمن (2006): معجزات الشفاء بالبان الابل- للطبع والنشر مکتبة الفرات- العراق.
/http://magjdah.maktoob.com/vb/majdah10255
مقالة في جريدة الإتحاد العدد 9515 بتاريخ 24/07/2001م.
أحمد عبد الله أحمداني – جامعة الجزيرة – کلية المختبرات الطبية.